طويلا
كتبت عنك ، عن جنونك، عن نزواتك، عن شغبك الطفولي ، عن ألمك الذي كنت أراه يئن
وراء ضحكاتك الصاخبة ، عن حبك المميت للحياة كتبت عن استسلامي لرغبتي بك، عن
حماقاتي معك، عن أوائل الأشياء التي خبرت و إياك ، عن حنقي منك ، عن الآلهة و
عروشها التي هزها استهزاؤنا منها و نحن نستلذ بما حرمته، عن حب وليد خنقته بيدي و
رميته في البحر حيث رأى النور ، عن صداقة خفت أن أفقدها ففقدتك، عن لقب لا يناديني
به سواك، عن سيدة غبطتها لأنها ذات يوم كانت لك،عن مشاريع حلمنا بتحقيقها في مقهى
يعقد فيه زبناء المتعة صفقات من النوع الردئ عن وهم سقيته فقط بقدر ما يبقيه حيا إلى
أن أقتنع أنه وهم .
كتبت
عن الآخرين الدين يعلمون عن حبي لك ما لا تعلمه أنت، عن المرات التي رغبت فيها أن
أخبرك أنني ابتلعت طعمك رغم أنك لا تمتلك شيئا من الصفات التي يفترض أنها أساسية
لأرض عن رجل، عن سفرنا الذي أجلناه مئات المرات لأنك تكتئب أيام السبت، عن برودة
دمك التي أمقتها و أحبك، عن الأفلام التي شاهدنا نصفها و نحن متباعدين و تخيلنا
النصف الأخر لأنه من الصعب أن تركز بصرك و سمعك و شفتاك تذوبان وسط أنفاس ملتهبة
.. وعن الانتظار الذي طال حتى التعود .
و
ألآن أكتب عنك.. لأنني لم أعد أجد ما أكتب عنك غير حل الألغاز.
عجزك
عن السقوط في شباكي الذي كان يثيرني فقد بريقه
و أصبح مملا ، لباقتك أصبحت مصطنعة ، أراؤك صرت أحفظها عن ظهر قلب ، هدوءك صار
مزعجا، و ابتعادي عنك لم يعد يشعرني بالاختناق .
أكتب
عنك لأنك مند لم تعود موجودا، أصبحت هادئة ، و مند أصبحت هادئة ، جف قلمي .
أكتب عنك لأن منابع البؤس جفت، و لأن جراحي اندملت دون
أثر أنبشه ليسيل من جديد.
أكتب
عنك لأن الحياة أصبحت عاقلة و منطقية و مؤدبة .
أكتب
عنك لأنني أنهيت الحداد و صرت أرتدي ألوانا غير الأسود من جديد.
أكتب
عنك لأنك في حياتي كنت أكتر الرجال الملهمين.