أولغا « OLGA »
رواق رحب
نزر من الزوار قليل
إنارة في كل الزوايا
تخلع على الفضاء قميص الليل
و تدفئ أشجار متعرية داخل لوحات
و كالعادة
لا شئ على ما يرام
الأشياء شاحبة يا أولغا
كهيئة بوهيمي نسي أن
يحب امرأة
فطفق على الدوام
من شوق
يمتطي جوادا من الريح
في عز الظهيرة
ليكون على موعد مع قوس قزح
بعض مخلوقات * ديدلوس*
مشدودة بوثق إلى بعضها
تلوح
كقطيع العوام
هازئة
تترصدني
ساحرة
من صمت كابدته
كليما
إلى أن طوحت بي جائحة الوجد
وحدا
في دوامة عاصفة عن يميني أحدج أولغا
فاحسبني من الرنح متموجا على سرير من ماء
الشال في مصيدة شهوة عارمة
مع ضفيرة متهدلة
و فاتنتي الساحرة بيدها حين شاحت
نادتني إلى حبائل الألوان
و تشكيلات ببهاء الضياء
إلى حيث القلاع قلاعا
عذراء مثل سرائر غيد
و شمتني من مقهى ذات مساء
أتوق إلى اختزال المسافات فأقبض الريح
أجأر متعجلا بشكواي
أوالغا – هدد بشار
تنفخ أولغا في الألوان حياة
ليتكسر سر الخلود أمامي
لا شئ على ما يرام
كمصباح حارتك يا رفيقي
أو نشرة مطولة على قناة رسمية
لا شئ على ما يرام
أشجار جرداء في * ربيع عربي*
قبور بلا شواهد
كأوراق الخريف
فلاح بئيس صلى من أجل هطول أمطار الرحمة
فجرفه الطوفان
أجير سريع العطب على مدار السنة
تاجر مفلس يموت كمدا بالمفرق
بائعة لذة مزيفة داهمها العياء
شاعر جف قلبه فتحول إلى طاغية
معطل واهن يستفهم * ما العمل *
شاب تعس يلوح بإشارة نصر صارخا
من هنا نبدأ
رنين بيزنطي في لوحة سريالية
حي خلفي في حاضرة قروية
قاطنوه بعضهم لبعض بنادق
مجنون كتب بقطعة فحم
أحبكم من كل أعماقي
سيضئ الفجر حياتكم
و أحفادكم من سيرون لونه الفضي
لا شئ على ما يرام
على قماش موضب
مادام القمر القرمزي معلقا
في السماء باردا و بعيدا
عن أن يجعل عيون الناس سودا واسعة
ولو في جوف الليل
يا رفيقي .