[size=24]
أقف وراء النافذة لاأحد بالخارج هدوء وسكون يعمّان المكان وزخّات مطر تأبى أن تتوقف أشجارٌ تتمايل يميناً وشمالاً مستسلمةً لخريف يصّر أن ينزعها أوراقها
أعود بمخيلتي إلى ذات خريف آخر أستيقظ مبللاً بين إخوتي السبعة وقط بئيس هزيل يقضي حاجته هوالآخر بيننا أتخيلنا كعلبة سردين مصبّرة رخيصة أو كمساجين يقضون فترة عقوبة حكم عليهم بها الزمن في زنزانة أشبه بمرحاض بسوق أسبوعي
جثث نتنة ملقاة على الأرض بشكل متراص تملأ المكان شخيراً وصوت هرٍ كصرير باب قديم مهترئ
ألعن الجميع في مخيلتي أبي أمي إخواني والقط البئيس الأشهب الفاطمي هكذا كنا نسميه الملعون
أتوجه صوب المدرسة برائحتي النتنة ووجهي الذي لم تمسه نقطة ماء قط في طريقي أشتم رائحة( الشفنج) أشتهيها ألعن كذلك جيوبي المثقوبة اللتي تحيلك مباشرة إلى شيئي الصغير البارد
ألج الفصل رفقة البؤساء من أمثالي رائحة (كرواصة) الساخنة تنبعث من فم المعلم اللعين اللذي يشبه إلى حد ما ممرض المستوصف العمومي السي البزيوي بوزرته البيضاء يأمرنا أن نفتح كراساتنا المهترئة كما يأمرنا البزيوي بفتح سراويلنا كي يغرز شوكته الباردة في مؤخرتنا ضد بوحمرون
يخرجُ معلمنا الّلعين (كرواصةً) أخرى مستفزاً بطوننا آمراً إيانا بتلاوة ما تيسر من خزعبلات وزارة التربية الوطنية لنصيح جميعاً وبصوت واحد
كمال كمال
هذا علم بلادي
علم بلادي أحمر
علم بلادي جميل ***[/size]*