الحديث الصحفي أو المقابلة الصحفية أو الحوار أو الاستجواب
الحديث أو المقابلة أو الاستجواب هو اللقاء الذي يتم الصحفي وشخصية معينة بغرض الحصول على معلومات جديدة ( حديث الخير، الحقائق) ، أو لمعلرفة وجهة نظر (حديث رأي ) أو يتناول جوانب ممسلية وطريفة في حياة تلك الشخصية (حديث الامتاع)(1).
تبدأ فكرة الحديث الصحفي أو المقابلة من حديث مثير يحظى بإهتمام الناس ، ويلامس مشاعرهم لأهميته لهم.
وقد تكون المقابلة أو الحديث من أجل الكشف عن شخصية لها دور هام في صناعة حجث أو جملة حوادث، ويرغب المستقبلون للرسالة الإعلامية بالتعرف عليها، وفي هذه الحالة يسعى مراسل الصحيفة أو إدارتها من أجل الظفر بلقاء مع هذه الشخصية.
والفرق ليس كبيرا بين الحديث والمقابلة، والفارق الأساسي هو أن الحديث يحصل دون موعد سابق وفجأة بينما المقابلة تتم بناء على موعد وترتيبات.
وقبل بدء المقابلة، يجب على الصحفي أن يجمع معلومات معقولة عن من سيقابله، ميوله وأفكاره، وطباعه وهواياته، عن أختصاصه وثقافته، كل ذلك كي يتقن التعامل معه.
والتعامل في المقابلات الصحفية لا يكون بالشكل الآلي، وبطريقة الإلتزام الجامد بالأسئلة التي حضرها مندوب الصحيفة، بل لابد من أن يتمتع المندوب المحاور بالفطنة والثقافة اللتين تؤهلانه لطرح أسئلة مبنية على الإجابات ومستخرجة منها كي تأتي المقابلة مثيرة وغنية.(2)
وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساعد على إجراء مقابلة ناجحة وبالتالي الحصول علي المعلومات الضرورية للعمل الصحفي والتي تثير اهتمام القارئ :
- إذا كنت لا تتعرف أسأل الذي يعرف.
- وإذا كنت لا تستطيع ةفسل الذي يستطيع.
- وإذا لم يكن موجودا فسل من كان موجودا.
وبالنسبة للقمابلة القائمة بذاتها فإن الهدف منها يكون أحد ثلاثة أمور هي :
1- الحصول على معلومات ، وهذا حديث المعلومة، أو الحصول على رأي، وهذا يسمى حديث الرأي،
2- أو تسليط الضوء على شخصية من الشخصيات الرياضية المشهورة، وهذا حديث الشخصية.
3- إجراء أي نوع من هذه الأنواع لابد من مرور بعدد من الخطوات الضرورية لإنجاح المقابلة وهي:
- تحديد الهدف من إجراء اللقاء.
- تحديد الموضوع الذي سيدور حوله اللقاء.
- تحديد الشخصية التي سيجري الحديث معها.
- جمع المعلومات حول الموضوع وحول الشخصية.
- تحديد مكان وزامن إجراء اللقاء.
- إعداد الأسئلة إعداد جيدا.
- تسجيل اللقاء.
- كتابة اللقاء وتحضيره للنشر واختيار القالب الفني له والعناوين المناسبة وصياغة الأسئلة، في هذه المرحلة لابد من مراعاة مايلي:
• صياغة الأسئلة بطريقة يتجنب فيها الصحفي ذكر أو تأكيد موقف شخصي مختلف او متناقض مع موقف الشخصية الذي يجري الحوار معها.
• صياغة الأسئلة بأقصى قدر الإيجاز.
• صايغة الأسئلة بأقصى قدر من الوضوح.
• صياغة الأسئلة بأقصى قدر من التحديد.
• صياغة الأسئلة بالطريقة المناسبة التي تضمن تحقيق الهدف والحصول على المعلومات المطلوبة.
• صياغة الأسئلة بطريقة تفرض تقديم معلومات وتوضيح حاقائق أو الكشف عن وقائع وبحيث يكون من المتعذر الجواب على السؤال بنعم أو لا .
• صياغة الأسئلة بطريقة لا تلزم الشخصية بموقف محدد أو توجيهها قسرا بإتجاه محدد.
• صياغة الأسئلة بحيث لا يفترض الصحفي فيها موقفا معينا ويفرضه وبالتالي على الشخصية.
أنواع الأسئلة :
الأسئلة الإفتتاحية والإستلالية ومنها أسئلة كسر الجليد، الأسئلة التأسيسية أو التعريفية ، أسئلة التحركات الأولى.
الأسئلة الروتينية أو التقليدية وهي الأسئلة الخمسة أو الأسئلة التحديد والتفسير.
وهناك أنواع أخرى مثل : أسئلة الإقتباسات ، والمدعبة أو الحلاقة، أسئلة حفز الذاكرة ، اسئلة خلو الذهن أو عدم اطلاع ، الأسئلة القائدة ، الأسئلة التخمينية ، الأسئلة المحرجة الصعبة والحساسة، الأسئلة ذات النهاية المفتوحة ، والأسئلة ذات النهاية مغلقة.
- مرحلة إدارة الحوار وتوجيه الأسئلة :
- طرح وتوجيه الأسئلة :
يقترح بعض الخبراء ةعددا من الخطوط العامة التي يمكن الإستفادة منها كدليل ومرشد في عملية توجيه الأسئلة ومنها :
• لا تبدأ بتوجيه الأسئلة الصعبة.
• إجعل السؤال الأول ذا نهاية مفتوحة.
• راقب الشخصية جيدا أثناء الحوار.
• استخدم المعلومات التي حصلت عليها في المراحل الولى من الحديث.
• إطرح الأسئلة وفق الترتيب الذي أعددته مسبقا، إلا إذا حصل طارئ.
• استمع إلى الإشارات التي تتطلب طرح أسئلة جديدة لم تكن قد فكرت بها مسبقا.
• لا تنس أن تطرح السؤال الذي عقدت الحديث من أجله.
• لا تخف من طرح سؤال تعقيدا أنه قد يكون محرجا للشخصية.
• تعود أن تطرح أسئلة صغيرة تكميلية.
• قد تلجأ في بعض المرات إلى تغيير اتجاه الحديث عن طريق تأجيل طرح الأسئلة الحساسة.
• لا تتخلى عن سؤال لمجرد جواب الشخصية لا تعليق.
• كن متيقضا ومتنبها حتى تصبح خارج مكتب الشخصية لأن كثيرا من المعلوملت الهامة قد يذكرها الضيف بعد المقابلة وإغلاق جهاز التسجيل.
- إدارة الحوار وموقف الصحفي:
يشكل موقف الصحفي عنصرا هاما من عناصر عملية إدارة الحوار، وعليه فإن هناك بعض المسائل المتعلقة بموقف الصحفي يجب مراعاتها منها :
• هل يتقمص الصحفي شخصية ما من أجل ضمان الحيحية للنقاش وإثارة الشخصية وتشجيعها على الحديث ؟ كأن يتقمص مثلا شخصية المواطن العادي الباحث عن المعلومة.
• هل يقف الصحفي موقفا محايدا ؟ مع العلم بأن الحياد المطلق وهم .
• هل يقحم الصحفي رأيه في الحوار مع العلم بأن هدفه الأساسي هو الحصول على معلومة وأراء الشخصية ؟.
• يواجه الصحفي عددا من الشخصيات خلال عمله الصحفي ومنها :
- شخصيات ليس تجربة في مجال إعطاء الحاديث.
- شخصيات محنكة لها خبرة غنية في مجال إعطاء الحاديث.
- شخصيات تحب السيطرة وتحب أن تبقى على حريته دون قيود أو مقاطعة.
- شخصيات تريد السيطرة وتريد تحقيق هدف محدد بعيدا عن أهداف الصحفي أو الصحفية.
إدارة الحوارة وانطباع الثقة :
إن واحدة من مهام الساية التي تقع على عاتق الصحفي في رحلة إدارة الحوار هي أن يعطي أنطباعا بالثقة، بمعنى أنه أهل للثقة وجدير بها، وللثقة جوانب متعددة أبرزها :
- أن تثق الشخصية بهدف الصحفي من إجراء الحديث.
- المظهر المناسب.
- الثياب الملائمة والملامح الجدية.
- أن تثق الشخصية بأهلية وجدارة الصحفي وبمقدرته على إجراء حوار جدي حول موضوع الحديث.
- أن تفي الصحفي بأي وعد يقطعه على نفسه للشخصية.
- أن يوحي الصحفي للشخصية بأنه مدرك كل ما تقوله وأنه قادر على نقل ذلك كله بكل دقة وأمانة.
- أن يبتعد الصححفي عن كل ما يمكن أن يثير شكوك الشخصية.
إدارة الحوار والإستماع الجيد:
فوائد الإستماع الجيد:
يتحتم على الصحفي خلال إدارة الحوار أن يتقن فن الاستماع وأن يدرب نفسه ليصبح مستمعا جيدا، الأمر الذي يضمن له تحقيق الفوائد التالية :
• الاستماع الجيد يشجع الشخصية على أن تتحدث بإنفتاح وطلاقة ووضوح قدر الإمكان.
• الاستماع الجيد يمكن الصحفي ليس فقط أن يسمع ما قيل، بل يفهمه ويستوعبه ويصوغ أسئلة طارئة لم تكن معدة مسبقا.
• الاستماع الجيد يمكن الصحفي من عدم الاقتصار على فهم ما تقول الشخصية، بل تتعدى ذلك إلى الكيفية التي تقول فيها الشخصية معلوماتها او أرائها.
• الاستماع الجيد يريح الشخصية ويجعلها متعاونة ومعطاءة، ولكن كيف يمكن أن تكون مستمعا جيدا ؟ أليك هذه النصائح :
1- جنب ذاتك.
2- افتح ذهنك جيدا الأفكار الجديدة أو المختلفة وحتى إلى تلك الفكار التي تعارضها أو لا تحترمها.
3- أعط الشخصية الوقت الكافي لتستجمع أفكارها ولتعبير عنها.
4- ركز اهتمامك بالدرجة الأولى على ما تقوله الشخصية وعلى سلوكه وتصرفه ومظهره.
5- أحصر الأسئلة في الموضوع الموجود في ذهنك أو بالافكار التي طرحت أثناء إجراء الحديث.
6- تذكر أنك تجري الحجديث لتحصل على معلومات لا لتقديم معلومات.
إدارة الحوار ومقاطعة الشخصية:
يجد الصحفي نفسه مضطرا لمقاطعة الشخصية وهي تتحدث وذلك في الحالات التالية :
• حين يرى الصحفي أن الحديث يبتعد عن الاتجاه المطلوب والمؤدي إلى تحقيق الهدف.
• حين يرى الصحفي أن الشخصية تستغل الحديث لمصلحة خاصة ولا علاقة لها بالهدف من الحديث.
• حين يرى الصحفي أن الشخصية تشد الحوار باتجاه مختلف وبعيد عن اتجاه تحقيق الهدف.
• حين يرى الصحفي أن الشخصية تسترسل وتتحدث بالتفصيل عن مسألة هامة أولا الموضوع ولا تساهم في تحقيق الهدف.
• حين يرى الصحفي أن الشخصية تتهرب من تقديم معلومات صريحة وواضحة عن قضية ما.
• حين تذكر الشخصية معلومات تحتاج إلى توضيح أو تفسير.
• ورغم ذلك فإنه على الصحفي أن يعرف جيدا متى يتقاطع ذلك أن مقاطعة الشخصية يجب أن تتم في الوقت المناسب وبأقصى قدر من التهذيب واللياقة والاحترام للشخصية.
إدارة الحوار وتسجيل الحديث :
هناك طرق متعددة لتسجيل الحديث الصحفي ومنها :
أولا : طريقة الكتابة، هذه الطريقة تتضمن العديد من الأساليب والأشكال وأبرزها :
• الاختزال، الكتابة، أسلوب الاختصار، الاسلوب المختلط، واستخدام رمزو خاصة بالصحفي والصحيفة.
ثانيا : طريقة استخدام الة التسجيل.
ثالثا : طريقة الاعتماد على الذاكرة.
رابعا : طريقة المختلطة.
وليكن في المعلوم أن كل طريقة من هذه الطرق لها أيجابيات ولها سلبياتها وعلى الصحفي أن يتنبه لهذه الايجابيات والسلبيات،
كما أن عليه ان يراعي المور التالية :
- على الصحفي أن يستخدم طريقة التسجيل الملائمة له وللموضع وللشخصية ولظروف زمان ومكان إجراء الحديث.
- على الصحفي أن يحصل على موافقة الشخصية على طريقة التسجيل التي يختارها وخاصة طريقة استخدام المسجل.
- على الصحفي أن يحرص على كتابة الحديث في أقرب فرصة ممكنة بعد انتهائه.
- على الصحفي أن يستخدم أكثر من طريقة للتسجيل لتعظيم الايجابيات وتقليل السبيات.