[b]حكومة في قبر النسيان
فترة حكومة مضت، ولت،أدبرت، انصرفت،غادرت، راحت، و كما يقول المثل الدارج ,, مشية بلا رجعة ,, لأنها حكومة غير مأسوف عليها، بسبب ما حملت لهذا الشعب من كوارث وويلات بعضها بفعل تداخل غضب الطبيعة من زلازل وفيضانات خلفت الملايين الضحايا من قتلى و جرحى و مشردين لا يزالون حتى الآن بلا مأوى، و بعضها الآخر بفعل مرشحينا الدين غلبت في نفوسهم نزعات الشر و استبدت بهم شهوات الظلم و الطغيان و الجشع فنكلوا بهذا الشعب الحبيب، و استغلوا سلطة القوة لفرض ,, منطقها ,, اللامنطقي.
حكومة مضت ، كانت أسوأ من توقعات كل المواطنين، وجوه طلت مرة أخرى كالبوم على شاشات التلفزة و,, يبشرون,, بمزيد من الأيام الحالكة و الكالحة . و بكل أسف، فإننا مضطرون إلى تصديقهم حتى عندما يكذبون، وجوه اعتدنا عليه، نفس الوجوه تركب قطار سياسات توفير الفرص و الذرائع التي يبرع بها جل وزراؤنا و برلمانيونا و أنضمتنا، التي بدل أن تنصرف إلى البحث عن حلول للأزمات المزمنة التي نعيشها، انحصرت ’’ الطاقة ’’ الإبداعية لديها و لدى رموزها في كيفية الحفاظ على الكراسي مهما كان الثمن... حتى و لو كان ضياع وطن و بؤس شعب و لدينا من الأمثلة ما لا تتسع له صفحات على حكام ضيقوا خارطة أوطانهم، بحيث باتت أصغر من مساحة الكراسي التي يتربعون عليها و هم لا يدرون * أو يدرون * إنها منخورة بسوس الجشع و حب الوصول لهذه الكراسي بشراء الضمائر و الأصوات – صوتكم اغلي مما يقدمون أيها المواطنون -
حكومة غير مأسوف عليها، رحلوا لغير رجعة، و كسرنا وراءها جرة، و أقفلنا أبواب الدمع و الأسى خلفهم، و استقبلنا حكومة روادها ليسوا من أولئك الدين يقال عنهم * حاميها حراميها *
و فللننس تلك الوجوه التي تتربع في أبراجها العاجية يطحنون الكلام و يعجنونه، لكنه يبقى كلاما لا يصنع خبزا، لأنه بلا خميرة، و لننس كل أحزابنا و مؤسساتنا و نقاباتنا المترهلة التي لا تستطيع السير إلا على عكازات، و لنستحضر بعضا من صور الأمل في الحكومة الجديدة و أن تكون أحسن حالا من حكومة لفظت أنفاسها الأخيرة
عبد العزيز حمان
[/b]